الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

رسائل لم تقرأ بعد/ رسائل الفرح أيضا

أيها الحاضر الأتي

كيف صار الليل هكذا
بالأمس كان الليل ليلا
اليوم أصبح يختلف
اليوم صار الليل على حقيقته شفافا رقراقا
كأنما يحمل بين طياته شمس وشمس
ها هو الأن يلقى بستائرة القاتمة ويفتح في حائطه نوافذا للنور والعفو
اليوم يلقي عن كاهله كل أثقاله من بوح المتعبين وأنين المثقلين وأحزان الذين مروا عليه طويلا
ها هو الأن ينهض بحقيقته
كليل القصص الجميلة كالوجه الجميل
يمد يديه ليمسح ما تبقى من الحزن منا
اليوم صارت الأزهار أكثر عطرا والعصافير أجمل صوتا وخطوط الظلمة أشد بهاء
كيف أبصرت عيناي كل هذا وانس قلبي كل من حوله
كيف صارت المودة جسرا طويلا بعيدا فطاولت روحي البعيد والقريب

كيف تمتعتت الألوان بهذا الجمال واصبحت بهذا الدفء
كيف سقطت من ذاكرتي أشياء ظلت لعمر تنخر داخلي وتتسرب في دمي وتستقر فوق خلاياي
فجاة بدات بالذوبان
وصار الفقد يخف شيئا وشيئا
ذلك الذي ظل لعمري كاسمي
صارت الشمس أكثر لطفا وترفقا بي
وظهر الأصدقاء الغائبون

أيها القريب البعيد
كيف ادرت عيني لأعلي
ومسحت بيدك صفحة السماء فزال كل غمامها وتبددت كل رماديتها
كيف فجأة اثمرت تلك الشجرة الحزينة وصار جذعها الرابض منذ سنين سعيدا



من أين أتيت بكل هذا الجمال
وكيف مسحت نافذتي فتدفقت الشمس عبر المكان
كانك اللون الذي أكمل اللوحة والطعم الذي تمم النكهة والضوء الذي أنار البيت
إني لأسال كيف صارت كل الملابس القديمة باهتة اللون فجاة جديدة تراصت امامي وتزينت وتداخلت وتمايلت لأختار منها وكيف أختار من الجمال جمالا
أتذكر كل الكلمات التي قيلت وكتبت ذلك الحزن الذي أغرق الدفاتر وأنحل الأقلام
إنه الأن يخبو ينزوي بركن لا أراه
وذلك البكاء الذي بقى كظل قاتم فوق المقاعد والحوائط داخل روحي ها هو الاأن ينحني لطيفا هادئا ويرتاح
لست أدري كيف فجأة أطل كل ذلك الفرح
أمسكت بعصا سحرية وانرت المكان
أحللت الأبيض الرائع في كل ركن حزين وادخلت الوردي على الأصفر ممتزجا بفيروزي أصيل فكان الشمس أشرقت على صفحة النيل عند أطراف قدمي
أيها الجميل
كيف أضات بجمالك كل شىء
أتراك أحببت كل شىء فأطاعك كل شىء
كيف التقي الغربين فجاة فصارا قريبين
وحيدين اصبحا كثيرين
بعيدين صارا قريبين
قديمين جديدين
حقيقيين
هل كنت هناك من قبل
أم كنت هنا



أيها الوفي وفيت بعهد لم تُسئل عنه
أيها القريب القريب
صرت كل الكلام الجميل والأخير
فما أجمل ان يكون الانتظار لأجلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق